الجمعية المصرية لحماية الطبيعة في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأنواع المهاجرة في اوزباكستان ٢٠٢٤

...

الجمعية المصرية لحماية الطبيعة في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأنواع المهاجرة في اوزباكستان ٢٠٢٤


الجمعية المصرية لحماية الطبيعة في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأنواع المهاجرة في اوزباكستان ٢٠٢٤

كانت مشاركة الجمعية المصرية لحماية الطبيعة في مؤتمر الأطراف لاتفاقية حماية الأنواع المهاجرة للحيوانات البرية في أوزباكستان ذات أهمية حاسمة لطبيعة العمل الذي نقوم به كمسؤولين حماية للحياة البرية على أرض مصر المعروفة بأهمية مسارات هجراتها عالميا. اتفاقية الحفاظ على الأنواع المهاجرة من الحيوانات البرية (CMS) هي معاهدة عالمية للأمم المتحدة تتناول الحفاظ على الأنواع المهاجرة وموائلها وإدارتها الفعالة.

لقد تم وضع الاتفاقية إدراكا لحقيقة أن حماية الأنواع المهاجرة تطلب تعاون الدول عبر الحدود الوطنية، في جميع الأماكن التي تقضي فيها هذه الأنواع أي جزء من دورة حياتها. ولذلك تهدف الاتفاقية إلى الحفاظ على الأنواع المهاجرة في جميع أنحاء نطاقها من خلال التعاون الدولي وتدابير الحماية المنسقة. توسعت الاتفاقية من حيث نطاقها وحجمها على مدى الأربعين سنة الماضية منذ اعتمادها في يونيو١٩٧٩. ويوجد الآن ١٣٣طرفًا موقعا في CMS و٢٨ دولة أخرى ليست طرفًا موقعاً إلى أنها طرف في واحدة أو أكثر من الاتفاقيات و/أو الموقعون على واحدة أو أكثر من مذكرات التفاهم المبرمة (MOUs) تحت مظلة CMS، ومصر أحد ال ٢٨ دولة.

تمثل مصر أهمية كبيرة للهجرات العالمية للحيوانات البرية وذلك بحكم موقعها الجغرافي بين أفريقيا وآسيا وأوروبا مما يجعل بعض مسارات هجراتها تكتسب أهمية عالمية خاصة على طول ساحل البحر الأحمر ثاني أهم مسارات هجرة الطيور الحوامة المهاجرة، كالطيور الجارحة واللقلق والبجع وغيرها وذلك بالاضافة إلى مسارات هجرات أنواع طيور أخرى كالطيور المائية والعصفوريات والأسماك المختلفة عابرة مصر وبحارها. 

تعد الحيوانات المهاجرة مكونات أساسية للنظم البيئية التي تدعم جميع أشكال الحياة على الأرض. على الصعيد العالمي، تنطلق مليارات الحيوانات الفردية في رحلات هجرة كل عام، وتربط القارات والبلدان والموائل البعيدة من خلال مسارات هجراتها.

تحمل الأنواع المهاجرة أهمية بيئية واقتصادية وثقافية كبيرة. تعتبر الأنواع المهاجرة ضرورية لدورة المغذيات، والتلقيح ونشر البذور، وتنظيم النظام البيئي، والقيم الثقافية، والاستخدام المستدام وسبل العيش، والتخفيف من آثار تغير المناخ.

 يومًا بعد يوم يزداد إدراكنا أن العالم يعمل كجسد لمواصلة التحرك بحثًا عن الدورة التي تحافظ على اتزانه لمواصلة البقاء على قيد الحياة. بالفعل العالم يعاني معاناة استثنائية من ناحية السرعة غير المسبوقة منذ الثورة الصناعية في الستينات بكل ما حملت من اتساعات واتجاهات في السبعينات التي كان لها تأثير مباشر على الحياة البرية والطبيعة ككل مما أدى لانتهاء ٦٠٪ من كثافة الحيوانات البرية مجملة في ال٥٠ عام الماضية فقط. التهديدات في ازدياد والأنواع المهددة كذلك. هناك ٣٩٩ نوعًا مهاجرًا مهددًا عالميًا وشبه مهدد بالانقراض (معظمهم من الطيور والأسماك) غير مدرجة في قائمة CMS ذلك بالإضافة إلى تسجيل القائمة الحمراء ل IUCN أن٢٢% (٢٦٠ نوعًا) - أو أكثر من واحد من كل خمسة - من بين ١١٨٩ نوعًا مدرجًا في قائمة CMS تعتبر مهددة بالانقراض. 

يعقد مؤتمر الأطراف كل ثلاث سنوات كهيئة رئيسية لاتخاذ القرار في اتفاقية حفظ الأنواع المهاجرة حيث توضع الميزانية والأولويات للسنوات الثلاثة التالية وتنظر في التقارير المقدمة من الأطراف والمجلس العلمي والاتفاقيات المنشأة بموجب الاتفاقية. بناءً على المؤتمر قامت الأطراف بمناقشة بعض المواضيع الهامة واتخاذ بعض القرارات التي على أساسها يتم رسم حدود البنود المختلفة لحماية والنظر في حالة الأنواع المهاجرة للثلاث أعوام المقبلة.

نصت قرارات المؤتمر للعام ٢٠٢٤ على عدة نقاط أولها إطلاق مبادرة الاتصال الإيكولوجي العالمي التي بها تتخطى الاتفاقية الإجراءات التقليدية لحماية الأنواع المهاجرة فيما يخص النظر في صحة وسلامة وإتصال بيئتها ومسارات هجراتها. 

ناقش المؤتمر كذلك تعديل أو إضافة فقرات خاصة بضرورة إجراء تقييمات تراكمية شاملة عن تأثير البنية التحتية للطاقة المتجددة على مجتمعات وعشائر الأنواع المهاجرة المتجاوزة الحدود الوطنية للدول ويقيمها على مستوى مسارات الهجرة العالمية بين القارات. أتاح النقاش كذلك الفرصة لإنشاء أدوات وطرق بحثية للتقييمات التراكمية الشاملة بالإضافة لمراجعة الأدوات المستخدمة حاليا مثل أداة GenEst واعتماد أدوات مستقبلية مثل أداة الAviStep  لقياس مقدار حساسية الطيور لمشاريع الطاقة المختلفة. ناقش المؤتمر ايضاً ضرورة عمل رصد لأعمال إنتاج الشبك الخاص بصيد الطيور في الدول المختلفة، كوسيلة غير مباشرة لرصد أعمال الصيد ووضع خطة عمل لتنظيم صيد الطيور البرية بغرض الغذاء في أوروبا وأفريقيا وآسيا، بالإضافة الى النظر في مبادئ توجيهية عالمية جديدة تتناول آثار التلوث الضوئي على الأنواع المهاجرة. 

اعتمد قرار جديد بشأن صحة الحياة البرية يشجع الأطراف في اتفاقية الأنواع المهاجرة على تنفيذ توصيات التقرير العلمي "الأنواع المهاجرة والصحة مفسراً ​​مراجعة ديناميكيات أمراض الهجرة والحياة البرية، وصحة الأنواع المهاجرة، في سياق" صحة واحدة" موضحا أهمية النظر في ديناميكيات انتشار الأمراض. 

نص أحد القرارات ايضا على تعزيز التدابير اللازمة لمعالجة القتل غير القانوني وغير المستدام للأنواع المهاجرة والاتفاق على مبادرة لمسار الهجرة لآسيا الوسطى، الذي يمتد إلى 30 دولة، بعد ما يقرب من عقدين من المفاوضات غير الحاسمة حيث تشمل المبادرة المعتمدة إنشاء وحدة تنسيق في الهند بدعم مالي من الحكومة. تضمنت القرارات كذلك توسيع وتعزيز منع القتل غير القانوني للطيور المهاجرة وأخذها والاتجار بها مع الدعوة إلى تعزيز فريق العمل الحكومي الدولي لآسيا والمحيط الهادئ الذي تم إنشاؤه مؤخرًا والاتفاق على إطلاق فريق عمل جديد في جنوب غرب آسيا، استنادًا إلى النموذج الناجح من فرقة العمل في منطقة البحر الأبيض المتوسط. كان هناك أيضًا تركيز إضافي على القرار المعزز بشأن تغير المناخ والموافقة على تقرير الأنواع المهاجرة وأزمة المناخ.

تلك القرارات تهم الجمعية المصرية لحماية الطبيعة على شكل خاص لدورها الحاسم في تبني حماية الطيور المهاجرة من الصيد الجائر وتأثر أعدادها بمشاريع الطاقة المختلفة خاصة في الأعوام القليلة الراهنة سواء عن طريق معاونة وزارة البيئة في اتخاذ قرارات أكثر صرامة من ناحية الاستثمارات على طول مسارات الهجرة المتسببة في الإضرار بالأنواع المهاجرة من الأسماك والطيور أو بتعريبها لأداة ال AviStep التي عبرها تكون قياس حساسية الطيور أسهل وأكثر دقة في المنطقة بشكل عام. 

 

Subscribe to our newsletter

Stay updated with the latest news, trends, and offers by subscribing to our newsletter. Don't miss out on exclusive content and special promotions - sign up today!